نقطة الوصل بين الزمان والمكان
تقع أم قيس في شمال الأردن، وهي مدينة لها امتداد عريق في التاريخ. وحين يصعد الزائر أحد تلالها، بإمكانه الزائر أن يستمتع بالمشاهد البانورامية لبحيرة طبريا ومرتفعات الجولان. يعود تاريخ مدينة أم قيس الأثرية، جدارا، الى ما قبل ٢٤٠٠ سنة، حين كانت واحدة من مدن الإمبراطورية الرومانية العشرة.، وكانت لها مكانة خاصة لكونها نقطة الوصل بين طرق التجارة بين فلسطين وسوريا. استمرت أهمية أم قيس عبر الزمن، لتصبح مركزاً مالياً مهماً للعثمانيين، ولتصبح مؤخراً واحدة من أكثر الجبهات تقدماً في حرب الأيام الستة بين العرب وإسرائيل عام ١٩٦٧.
ستأخذك زيارتك لأم قيس في رحلة عبر أزمان مختلفة. فسترى مدينة جدارا الرومانية تنهض من بين الأنقاض بأسواقها واستعراضاتها العسكرية، كما يمكنك ان تزور أحد أهم أسرارها، وهو شبكة الأنفاق التي تحت المدينة، الشبكة التي تربط جدارا بباقي المدن العشرة، وتمتد لمئات من الكيلومترات تحت الأرض.
لكن قبل أن تنتهي من زيارة جدارا، سيمكنك أن تعيش لحظات نادرة ساهمت في صنع تاريخ المنطقة المعاصر في حرب ١٩٦٧، وذلك بزيارتك لخنادق الجيش الأردني كما كانت قبل ٤٠ عاماً، حين وقف فيها رجال قطعوا على أنفسهم العهد أن يحموا الحدود الشمالية لوطنهم بأرواحهم.
لكن المتعة الحقيقية لأي تجربة هي حين تصبح أنت جزءاً منها، لذا، لا بد من أن تجرب الرماية كجندي روماني في ميدان الرماية بالقوس والنشاب الذي تم تصميمه في أم قيس وفق المواصفات الأولمبية، وأن تخصص بعض الوقت مع أصدقائك للعبة حرب معاصرة تحاكي حرب الأيام الستة في حلبة لعبة كرات الدهان الملون في أم قيس.