النهم للتاريخ، والاستجمام في الطبيعة
تقع الشوبك في جنوب الأردن، على سلسلة من المرتفعات تعتبر من الأكثر علواً عن سطح البحر في الأردن. والشوبك مدينة تضرب جذورها في التاريخ القديم، فموقعها الجغرافي كحلقة وصل بين بلاد الشام ومصر منحها وضعاً استراتيجياً على مر الحضارات. فبنى الصليبيون فيها أحد حصونهم (مونتريال) قبل أكثر من ألف عام، وخسارتهم هذا الحصن للأيوبيين كانت أحد أسباب هزيمة الصليبيين. وثانية، حين استولى المماليك على الحصن، كانت مسألة وقت قبل أن ينتهي عهد الأيوبيين في المنطقة.
واليوم، تعود قلعة مونتريال الى الحياة كما كانت أيام الأيوبيين. فأثناء زيارتك للقلعة سترى منجنيقات من مختلف العصور، رماة سهام يحمون أسوار القلعة، معلمين يعلمون طلاباً في مدرسة القلعة العمومية، تجاراً يصنعون السكو ويبيعونه، وأسواقاً تبيع مختلف أصناف الحرف اليدوية. لكن من أهم ما سترى هو جانب من الثقافة قل الحديث عنه، وهو التعايش والتسامح. ففي قلعة مونتريال كما كان أيام الأيوبيين، سترى كنيسة يرتادها المصلون جنباً الى جنب مسجد، كما سترى حاكماً يحكم على بعض المجرمين بأن يعلموا الأميين. تنتهي زيارتك للقلعة بخروجك منها عبر النفق السري الذي كان يوماً صمام أمان القلعة حين كانت تقع تحت الحصار.
بعد قضاء يومك في القلعة، بإمكانك قضاء الليلة في فندق مونتريال القريب منها، والمطل عليها. وهناك يمكنك أن تستمتع بوجبة عشاء محلية الصنع كالزرب، فتعود لك الطاقة بانتظار مغامرة اليوم الذي يلي.
الشوبك هي محطة البداية لبعض أكثر تجارب المشي وركوب الدراجات الهوائية اثارة في الأردن. فسواء أكنت جديداً على هواية المشي وتود أن تستمتع بالطبيعة الخلابة لبضعة ساعات، أو كنت راكب دراجات محترف يود أن يقود دراجته على المسار الطويل المجزي الذي ينتهي في البتراء، لا بد أن تكون الشوبك على قائمة المغامرات التي يجب أن تخوضها في حياتك.